وأستيقظت في ذاكرتي براكين الحب الأول !
ذلك الذي يرفض أن يهدأ ..
بأي حق أستيقظ الآن
بعد كل هذه السنين وصراع النسيان
تزورينني في حلم جميل
تبتسمين
وتقولين أني لا زلت أدين لك باعتذار !
كنت في السادسة عشرة من عمري
يااااااااااااه
كم كبرت أنا
مرت احدى عشرة سنة
لابد أني الان تغيرت
لابد انك الان أجمل
لابد أنني كنت ساذجا وأحمق
أنا المراهق من قبل احدى عشرة عام
ماذا أريد أن أعتذر بعد فوات ألاوان
أم أشكرك لأني أصبحت
فيلسوفا
كاتبا
مشهورا
تعلم كل شيء من تجربة واحدة
من قبلة واحدة
من نظرة قاتلة
ثم ماذا
تركتك وكبرت
وقلت أني كنت مراهقا
وها أنا أكبر مرة أخرى
وأتمنى لو للحظة ان أعود مراهقا
ذلك المراهق
الذي أعتاد أن يحب دون ان يفارق
يكتب لك رسالة من احدى عشرة ورقه
ويستيقظ وهو بين الأوراق
غارق .... ذلك المراهق
لم أحضر اليوم لأقص عليك بطولاتي
ولا لأستعطف قلبك بذكرياتي
لم أحضر لأفوز بفرصة أخرى
أو أثبت لك أني كنت في قراري صائب
وأنني الرجل العظيم الذي لا يخشى المصائب
بل حضرت اليوم
لكي اطمئن
بعد احدى عشرة سنه
لكي اعتذر
بعد احدى عشرة سنة
لكي أمحو أثار كل جرائمي مع النساء
التي ابتدأت بعدك أنت
جرائمي التي
كانت ... انتقاما .... ثأرا .... لم أستطع أن أزيل عاره
أتيت اليوم لأطهر روحي
لأخبرك أنني نجحت في أن أحقق أهدافي
وأن أصبح سيد زماني
وأن لايجاريني رجل في ذات مكاني
ولكني لم انجح ان لاتسقطني احزاني
أنا مجنون
متوحد
أعالج نفسي .... بورقتي
وأجرح قلبي ... بقلمي
وأحرق رئتي .... بدخاني
نعم .... أعترف
أني لست عظيما
وعن سائر الرجال
لا ..... أختلف
أعترف أنني قلت أنني سأموت عندما تتركينني
وها أنا أصبحت قاتلا ولم أمت
أنا مجرد رجل
حاول أن يدفن .. قلبه
وأن ينسى ... اسمه
ولكنه أيقن أخيرا أنه يكتب .. ليحترق .. وليتألم
ويموت ألف مرة دون أن ينتحر
هل تخرجتي
هل تزوجتي
هل انجبتي اطفالا
أيهم يشبهني ؟
وأيهم لاتريدينه أن يصبح أنا !
لايهم .. حتى أنا أصبحت أنظر في المرآة وأجد أنني
لا أشبهني
مالذي أفعله الان
أي غلطة أرتكب .. بالوقوف أمامك
أي ذنب .. وأي جناية أرتكبها .. باستحضار اوراحنا .. من الماضي
وأي مظلة تحمينا .. من دموع تلك الأيام
أمطرت الذكريات .. ونحن على رصيف يفصل بين شارعين
والأشارة حمراء
تلك التي تضيء بلون بالدماء
من أين أحضرتني .. ؟
وأضاءت .. قف !
أمامك الآن أنا أقف !
ولكن بدون بر أمان
مالذي أفعله الان
أعتذر
أنا الجاني شوهت كل الماضي
وانتي يا انتي
ياحضرة القاضي
احكمي علي بالقتل فأنا راضي
دعيم يقطعون يدي التي .. تكتب
ويقصون لساني الذي .. يشتم
ويفقأون عيني وهي بك .. تنظر
فأنا أريدهم أن يشنقونني أمام عيناكي
فربما حينها فقط
تصدقين أني أتيت لكي
اعتذر
لأنني أرفض الركوع أخبرتك أسفا
بايقاع كل الضلوع
آســـف
لأني بقيت كل هذا العمر من الاعتذار خائف
أســـف
لآني لأني لم اتحلى بالشجاعة لأخبرك بها عبر الهاتف
آســـف
لأن المواجهة قد تخلق كلاما زائف
آســـف
لأنك هجرتيني كي أتعلم كيف أضمد جراحي
وأتيتك بعد كل هذا العمر
بجرح نازف
أســـف